يمكن أن تختلف نسبيا أو جوهريا مع أردوغان...يمكن لك أن تكون خصما سياسيا أو أيديولوجيا، ولكن لا يمكن لك إلا أن تعترف بحنكته للعبة السياسية واستغلاله لكل الفرص التي يقدمها له خصومه، أحيانا بوعي أو بغير وعي وعلى طبق، والبحث عن التموقع الاستراتيجي من خلال الفعل السياسي!
والصراع الخليجي الحالي صورة لهذا الدهاء واقتناص الفرص والحراك الاستراتيجي وذلك عبر 5 رسائل كبرى استراتيجية ومحورية للفاعل التركي :
1 رسالة أولى إلى أوروبا، أن بوابة الشرق مفتوحة على مصراعيها، وأن المارد التركي موجود ويتمدد، رجل هناك غربا ورجل هنا شرقا، وبينهما جسد ثابت...
2 رسالة ثانية إلى أمريكا "الجديدة"، نحن هنا وقاعدتكم كقاعدتنا، دخلنا مع بعض ولا نخرج إلى مع بعض اليد في اليد، المصداقية السياسية على المحك، وهو استضعاف مباشر للرئيس الأمريكي المخضرم!
3 رسالة ثالثة إلى الداخل التركي، نعم تركيا قوية، ليست فقط بتطورها الإقتصادي الهائل ولكن أيضا بخارجها العسكري، والتاريخ شاهد على أن القوة العسكرية كانت محورية في تاريخها العثماني الكبير...عثمانية جديدة ليست الآن ولكن لا بأس من دغدغة أحلام شعب توّاق وحالم بالريادة واسترجاع عظمة الأجداد!
4 رسالة رابعة إلى الجار الإيراني...الغفلة التي أصابتنا في سوريا مع التقاء عديد الأسباب الموضوعية لارتباكنا، قد انتهت، لن تعاد فصولها مجددا في أي قطعة من هذا الهلال أو الخليج...معا أو لا أحد!!!
5 رسالة خامسة إلى الضمير العربي والإسلامي وإلى شعوبها وهي الرسالة الأهم التي تعيد غلى كل الصورة بريقها الجماهيري المتأصل والعميق، ليبرز من الأعماق تاريخ الرجل ومرجعيته الإسلامية المعاصرة الحامية للدين والمدافعة عن أصحاب الثقاقة الإسلامية وحتى الإنسانية، فالكرامة والمواطنة نصيب إنساني، وأردوغان يعلم جيدا أن الاستحواذ على القلوب يسبق الاستحواذ على العقول ويمكّن له سواء داخلا أو خارجا.
أنقر هنا لقراءة الخبر من المصدر.